ضمور العضلات
ضمور العضلات هو فقدان تدريجي في الكتلة العضلية ناتج عن قلة الحركة، إصابات عصبية، أو أمراض مزمنة، ما يؤدي إلى ضعف عام وصعوبة في الحركة. يعتمد العلاج على معرفة السبب ويشمل التمارين، العلاج الفيزيائي، والتغذية المناسبة لتحسين وظيفة العضلات.

ضمور العضلات هو حالة مرضية تتصف بفقدان تدريجي في الكتلة العضلية، ويحدث فيها انكماش واضح في حجم الأنسجة العضلية النشطة، ما يؤدي إلى ضعف في القوة البدنية وتأثر القدرة على الحركة. يمكن أن يكون الضمور ناتجًا عن أسباب متعددة، منها ما هو متعلق بنقص الاستخدام، أو إصابة في الأعصاب، أو أمراض مزمنة تؤثر على الجسم بشكل عام.
واحدة من أكثر صور الضمور شيوعًا هي التي تحدث نتيجة قلة النشاط البدني. عندما تبقى العضلات دون حركة لفترات طويلة، كما يحدث عند المرضى الذين يلازمون الفراش لفترات ممتدة بسبب مرض أو إصابة، تبدأ العضلات بفقدان حجمها تدريجيًا. هذا النوع يُعرف بالضمور الناتج عن عدم الاستخدام، وهو عادةً قابل للعكس من خلال النشاط البدني والعلاج التأهيلي إذا تم التدخل في وقت مبكر.
هناك نوع آخر أكثر تعقيدًا يُسمى الضمور العصبي. في هذه الحالة، لا يكون السبب مجرد قلة في استخدام العضلة، بل فقدان للإشارات العصبية التي تتحكم بها. الأعصاب التي تغذي العضلات تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على كتلتها وقوتها، وعندما تتعرض هذه الأعصاب للتلف – نتيجة إصابة أو مرض مثل التصلب الجانبي الضموري أو شلل الأطفال أو إصابات الحبل الشوكي – تتوقف العضلة عن العمل، وتبدأ في الانكماش بسرعة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض الحالات المزمنة، مثل أمراض القلب، السرطان، أو فشل الكلى، أن تؤدي إلى ما يُعرف بالضمور المرتبط بالأمراض الجهازية. في هذه الحالات، يكون فقدان العضلة جزءًا من تدهور عام في الصحة ناتج عن خلل في عملية التمثيل الغذائي أو بسبب الالتهابات المستمرة أو نقص التغذية.
علامات ضمور العضلات قد تبدأ بشكل خفيف وتزداد تدريجيًا. يشكو المرضى غالبًا من ضعف في العضلات، صعوبة في أداء الحركات الاعتيادية مثل المشي أو رفع الأشياء، وشعور بالإرهاق العضلي. من الناحية الظاهرة، قد تلاحظ انخفاضًا في حجم العضلات أو اختلالًا في تناسق أجزاء من الجسم.
تشخيص ضمور العضلات يتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا يبدأ بسؤال المريض عن تاريخه الصحي وأسلوب حياته، يلي ذلك فحص سريري للعضلات، مع إمكانية اللجوء إلى اختبارات إضافية مثل تخطيط كهربية العضلات لقياس نشاطها، أو التصوير بالرنين المغناطيسي لمتابعة التغيرات في الأنسجة. في بعض الأحيان تُطلب تحاليل دموية لتحديد ما إذا كان هناك خلل غذائي أو هرموني يؤثر على بنية العضلات.
العلاج يعتمد بشكل رئيسي على السبب الأساسي للضمور. في حالات الضمور الناتج عن قلة الاستخدام، يُعد العلاج الفيزيائي والتمارين المستمرة عاملًا أساسيًا في استعادة الكتلة العضلية. أما في الضمور العصبي، فقد يكون الوضع أكثر تعقيدًا ويحتاج إلى تدخلات طبية متعددة تشمل أدوية، جلسات كهربائية لتحفيز العضلات، أو علاج للأعصاب المتضررة إن أمكن. أما إذا كان السبب مرتبطًا بسوء تغذية أو حالة مرضية عامة، فيتم العمل على تحسين النظام الغذائي وتعويض النقص الغذائي والبروتيني، مع معالجة الحالة المرضية الكامنة.
في بعض الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج، قد يكون الهدف الأساسي هو إبطاء تقدم الضمور وتحسين جودة الحياة من خلال برامج تأهيلية شاملة تهدف إلى تقوية العضلات السليمة وتعويض الفاقد من الوظائف الحركية.
الوقاية من ضمور العضلات تبدأ بالحفاظ على نشاط بدني منتظم، وتجنّب فترات الجمود الطويلة، خاصة عند المرضى طريحي الفراش أو من خضعوا لعمليات جراحية. كما أن التغذية المتوازنة، والاهتمام بعلاج أي أمراض مزمنة قد تسهم بشكل فعال في الحد من تطور هذه الحالة.
ضمور العضلات ليس مرضًا واحدًا بل نتيجة نهائية لمسارات مختلفة، وبالتالي فإن علاجه يتطلب فهماً دقيقاً للأسباب والعوامل المرتبطة به. مع الكشف المبكر والرعاية المناسبة، يمكن تقليل تأثير الضمور وتحسين قدرة المريض على استعادة النشاط العضلي والوظيفي.
شارك هذا المنشور:
المشاركات ذات الصلة

القدم المسطحة غالبًا لا تحتاج علاجًا إن لم تكن مؤلمة، لكن في حال ظهور الأعراض يُوصى باستخدام دعامات...

العلاج الجراحي لكسور العظام يُستخدم لإعادة العظام المكسورة إلى وضعها الطبيعي وتثبيتها باستخدام أدوات...

العلاج التحفظي لكسور العظام يشمل تثبيت الكسر باستخدام الجبيرة أو الجبس دون جراحة، ويُستخدم للحالات ا...