التهاب العمود الفقري هو حالة طبية تشير إلى وجود التهاب في فقرات الظهر أو في الأنسجة المحيطة بها مثل الأربطة والمفاصل. هذه الحالة قد تنجم عن عدة أسباب، أبرزها الالتهابات المناعية مثل التهاب الفقرات التصلبي، أو العدوى البكتيرية في حالات نادرة، أو حتى الإصابات المتكررة التي تؤدي إلى تحفيز التهابات مزمنة. يعاني المصابون بهذه الحالة من آلام مستمرة في أسفل الظهر، غالبًا ما تكون أكثر وضوحًا في الصباح وتتحسن تدريجيًا مع الحركة.

من أكثر أنواع التهاب العمود الفقري شيوعًا هو التهاب الفقرات التصلبي، وهو مرض التهابي مزمن يصيب المفاصل بين فقرات العمود الفقري وقد يؤدي مع الوقت إلى اندماج الفقرات وفقدان مرونة الظهر. تبدأ الأعراض عادة بين سن المراهقة وبداية الثلاثينات، وتشمل آلامًا مزمنة في أسفل الظهر وتيبسًا في الصباح. هناك أيضًا التهابات أخرى تصيب العمود الفقري نتيجة لأمراض مثل التهاب المفاصل الصدفي أو التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يصاحب الالتهاب أعراض جهازية أخرى كالإرهاق والحمى.

التشخيص يتم عبر الفحص السريري، اختبارات الدم لتحديد علامات الالتهاب، وأشعة التصوير مثل الرنين المغناطيسي. أما العلاج فيعتمد على السبب؛ ففي حالات الالتهاب المناعي، تستخدم الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الأعراض، بينما قد تتطلب الحالات المتقدمة أدوية مثبطة للمناعة مثل مثبطات TNF. يمكن أن يلعب العلاج الفيزيائي دورًا كبيرًا في تحسين مرونة العمود الفقري وتخفيف الألم، بينما يتم اللجوء للجراحة فقط في حالات نادرة ومعقدة.

في حال ترك الالتهاب دون علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات مثل تيبس العمود الفقري الدائم أو تضرر الأعصاب. لذا فإن الاكتشاف المبكر والعلاج المنتظم يساعدان في تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة على المدى الطويل.

https://www.bupa.co.uk/health-information/muscles-bones-joints/ankylosing-spondylitis