التهاب العظام
التهاب العظم هو عدوى تصيب نسيج العظام، غالبًا بسبب بكتيريا، وتؤدي إلى ألم وتورم وقد تتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية أو الجراحة في الحالات الشديدة.

التهاب العظام (Osteomyelitis) هو حالة مرضية تحدث نتيجة إصابة العظم بعدوى بكتيرية أو فطرية تؤدي إلى التهاب نسيج العظم، وقد تتسبب هذه العدوى في تدمير البنية العظمية إذا لم تُعالج بشكل مبكر وفعّال. وعلى الرغم من أن العظام محمية إلى حد كبير داخل الجسم، فإنها ليست بمنأى عن العدوى، التي قد تصل إليها عبر عدة طرق مختلفة.
أكثر المسببات شيوعًا لهذه الحالة هي البكتيريا، وبشكل خاص المكورات العنقودية الذهبية، وهي نوع من الجراثيم التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد، لكنها قد تصبح ضارة إذا دخلت إلى مجرى الدم أو إلى العظم بشكل مباشر. العدوى قد تصل إلى العظم نتيجة لعدة عوامل، منها انتقال البكتيريا عبر الدم من مناطق مصابة أخرى في الجسم، أو عن طريق جرح عميق، أو كجزء من مضاعفات لجراحة عظمية.
هناك حالات تكون فيها الأنسجة المحيطة بالعظم مصابة، وتنتقل العدوى تدريجيًا إلى داخل نسيج العظم. وتزداد احتمالية الإصابة عند وجود أمراض مزمنة تضعف مناعة الجسم مثل السكري، أو عند الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية لزرع مفاصل صناعية، أو أولئك الذين يستخدمون الحقن الوريدي بطرق غير آمنة.
الأعراض الظاهرة تختلف حسب شدة الحالة، عمر المريض، ومكان الإصابة. غالبًا ما يعاني المصاب من ألم موضعي مستمر، قد يرافقه احمرار وتورم في المنطقة المصابة، إضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة وإحساس عام بالتعب. في بعض الحالات، خاصة إذا كانت العدوى قريبة من سطح الجلد، قد يظهر إفراز صديدي. أما في الحالات المزمنة فقد تتطور الأعراض ببطء، ما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص.
تشخيص التهاب العظم يبدأ بجمع معلومات سريرية مفصلة من المريض، ثم يتم اللجوء إلى مجموعة من الفحوصات. اختبارات الدم قد تكشف وجود مؤشرات على وجود التهاب في الجسم، بينما تساعد تقنيات التصوير مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي على تقييم مدى انتشار العدوى. وفي بعض الحالات، يتم أخذ عينة مباشرة من العظم لفحصها مخبريًا وتحديد نوع الميكروب المسبب للعدوى.
يعتمد العلاج بشكل رئيسي على المضادات الحيوية، وغالبًا ما تُعطى عن طريق الوريد لفترات قد تمتد إلى ستة أسابيع أو أكثر. الهدف من العلاج هو القضاء على البكتيريا ومنع حدوث مضاعفات. في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي فقط، أو في حال وجود أجزاء من العظم قد ماتت بسبب العدوى، يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة التالفة وتنظيف موقع الالتهاب.
الوقاية من التهاب العظم تعتمد بشكل أساسي على العناية الجيدة بالجروح، خاصة عند مرضى السكري أو من خضعوا لعمليات في العظام. كما أن معالجة العدوى العامة في الجسم في مراحلها المبكرة يمكن أن يساهم في تقليل خطر انتقالها إلى العظم. استخدام أدوات معقمة أثناء الإجراءات الطبية وتفادي ممارسات مثل تعاطي المخدرات الوريدية يساهم أيضًا في تقليل احتمالية الإصابة.
في المجمل، التهاب العظام حالة قابلة للعلاج في حال تم التعرف عليها مبكرًا وتمت معالجتها بالشكل الصحيح، إلا أن الإهمال أو التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل تآكل العظم، فقدان وظيفته، أو حتى بتر الطرف المصاب في بعض الحالات المتقدمة.
شارك هذا المنشور:
المشاركات ذات الصلة

القدم المسطحة غالبًا لا تحتاج علاجًا إن لم تكن مؤلمة، لكن في حال ظهور الأعراض يُوصى باستخدام دعامات...

العلاج الجراحي لكسور العظام يُستخدم لإعادة العظام المكسورة إلى وضعها الطبيعي وتثبيتها باستخدام أدوات...

العلاج التحفظي لكسور العظام يشمل تثبيت الكسر باستخدام الجبيرة أو الجبس دون جراحة، ويُستخدم للحالات ا...