علاج متلازمة النفق الرسغي
متلازمة النفق الرسغي تحدث بسبب ضغط العصب المتوسط في الرسغ، وتسبب ألمًا وتنميلًا وضعفًا في اليد. يشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة، استخدام الجبائر، الأدوية، الحقن، وأحيانًا الجراحة لتخفيف الضغط وتحسين الوظيفة.

متلازمة النفق الرسغي هي حالة شائعة تحدث عندما يتعرض العصب المتوسط، الذي يمتد من الساعد إلى راحة اليد، للضغط أثناء مروره عبر النفق الرسغي—a وهو ممر ضيق في الرسغ يتكون من العظام والأربطة. هذا الضغط يسبب أعراضًا مثل التنميل، الوخز، الألم، والضعف في اليد، خاصة في الإبهام والسبابة والوسطى وجزء من البنصر.
تنجم هذه المتلازمة عادة عن تكرار نفس الحركات اليدوية لفترات طويلة، أو بسبب حالات طبية مثل السكري، التهاب المفاصل الروماتويدي، اضطرابات الغدة الدرقية، أو احتباس السوائل الناتج عن الحمل. وقد تؤدي أوضاع اليد والمعصم الخاطئة أثناء العمل أو النوم إلى تفاقم الحالة.
تتراوح خيارات علاج متلازمة النفق الرسغي بين العلاجات غير الجراحية والجراحية، وتعتمد الخطة المناسبة على شدة الأعراض ومدى تطورها.
في المراحل المبكرة، يكون العلاج المحافظ هو الخيار الأول. من أكثر الطرق فعالية استخدام جبيرة المعصم، خاصة أثناء النوم، حيث تساعد على إبقاء الرسغ في وضع محايد، مما يقلل الضغط على العصب المتوسط. يمكن أن يساعد التوقف عن الأنشطة التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض أو تغيير طريقة أدائها أيضًا في تقليل الأعراض.
تشمل العلاجات الدوائية استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم والتورم حول العصب، ولكنها لا تعالج السبب الأساسي. في بعض الحالات، يُلجأ إلى الحقن بالكورتيكوستيرويد مباشرة في النفق الرسغي لتقليل الالتهاب والضغط، ما يوفر راحة مؤقتة وفعالة، خاصة في الحالات المتوسطة.
العلاج الطبيعي وتمارين اليد مهمة في تحسين مرونة الأوتار وتقليل الالتصاقات داخل النفق. في بعض الحالات، يُنصح بزيارة أخصائي العلاج الوظيفي لتعليم تمارين وتقنيات وضعية مفيدة.
إذا لم تنجح العلاجات غير الجراحية، أو إذا كانت الأعراض شديدة وتؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية أو تسبب ضمورًا في عضلات اليد، فقد يُوصى بإجراء جراحي يُعرف باسم "تحرير النفق الرسغي". في هذا الإجراء، يتم قطع الرباط الذي يشكل سقف النفق الرسغي لتوسيع المساحة وتقليل الضغط على العصب. يمكن إجراء الجراحة بطريقة تقليدية عبر شق صغير في راحة اليد، أو باستخدام المنظار من خلال شق أصغر.
بعد الجراحة، يشعر معظم المرضى بالتحسن الكبير في الأعراض، ولكن الشفاء الكامل قد يستغرق عدة أسابيع أو أشهر. بعض المرضى يحتاجون إلى العلاج الطبيعي بعد الجراحة لاستعادة القوة الكاملة والمرونة في اليد والمعصم.
نجاح العلاج يعتمد على سرعة التشخيص والبدء في التدخل المناسب. كلما كانت الأعراض أخف وبدأ العلاج مبكرًا، كانت فرص التحسن أكبر دون الحاجة إلى الجراحة.
شارك هذا المنشور:
المشاركات ذات الصلة

القدم المسطحة غالبًا لا تحتاج علاجًا إن لم تكن مؤلمة، لكن في حال ظهور الأعراض يُوصى باستخدام دعامات...

العلاج الجراحي لكسور العظام يُستخدم لإعادة العظام المكسورة إلى وضعها الطبيعي وتثبيتها باستخدام أدوات...

العلاج التحفظي لكسور العظام يشمل تثبيت الكسر باستخدام الجبيرة أو الجبس دون جراحة، ويُستخدم للحالات ا...