يتكوّن جسم الإنسان من عدد كبير من العظام يبلغ 206 عظمة، وتلتقي هذه العظام في نقاط تُعرف باسم المفاصل، التي تشمل مكونات أساسية مثل الغضاريف، السائل الزليلي، والأربطة التي تُساهم في حركة العظام بسهولة وسلاسة. ومن الظواهر الشائعة التي يلاحظها كثير من الناس حول العالم هي طقطقة العظام، وهي حالة لا تقتصر على فئة عمرية أو بيئة معينة، بل تشير بعض الدراسات إلى أن نسبتها تتراوح بين 25% إلى 54% من البشر، وتظهر لدى الرجال أكثر من النساء.
تحدث الطقطقة لأسباب مختلفة تتعلق غالبًا ببنية المفصل أو الغازات المتواجدة فيه. من أبرز هذه الأسباب وجود فقاعات غازية صغيرة تتكوّن داخل السائل الزليلي الموجود في المفصل، ويعد غاز النيتروجين مكونًا رئيسيًا لهذه الفقاعات. عندما يتحرك المفصل بطريقة معيّنة، قد تنفجر هذه الفقاعات مسببة صوت الطقطقة، وهو أمر يحدث أحيانًا دون وعي عند الاستيقاظ أو أثناء المشي أو ممارسة النشاط البدني.
سبب آخر لطقطقة المفاصل يتعلق بحركة الأربطة، وهي أنسجة قوية تربط العظام ببعضها. عند تحرّك الأربطة أو دوران المفصل بشكل غير اعتيادي، قد ينتج عن ذلك صوت الطقطقة، خصوصًا عندما تكون الأربطة مشدودة أو ضيقة. كذلك، قد تنشأ هذه الظاهرة نتيجة تغيّرات في سطح المفاصل، مثل خشونة الأسطح بسبب نقص في مرونة الغضاريف أو بسبب أمراض مثل هشاشة العظام.
على الرغم من أن الطقطقة غالبًا لا تُسبب ألمًا أو ضررًا مباشرًا، إلا أن البعض قد يجدها مزعجة، خاصة إن أصبحت سلوكًا متكررًا. من الطرق المقترحة للتخفيف منها التفكير في أسبابها ومحاولة معالجتها، مثل التعامل مع التوتر أو القلق بوسائل أخرى كالتنفس العميق، ممارسة الرياضة أو التأمل. كما يُنصح بشغل اليدين أثناء التوتر باستخدام أدوات مثل كرات الضغط لتقليل الرغبة في طقطقة مفاصل الأصابع.
في النهاية، تعتبر طقطقة العظام ظاهرة طبيعية غالبًا، ولكن في حال كانت مترافقة مع ألم مستمر أو تورم، ينبغي استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية تتطلب العلاج.
